الجمعة، 10 أكتوبر 2008

أسعار النفط تحت 78 دولار للمرة الأولى منذ 13 شهرا


للمرة الأولى منذ 13 شهرا، انخفض سعر النفط يوم الجمعة إلى ما دون حاجز الـ 78 دولارا أمريكيا للبرميل، وذلك بسبب تراجع الطلب ازدياد مخاوف المستثمرين بشأن الإخفاق في إيجاد حل للأزمة الراهنة التي تعصف بالاقتصاد العالمي.

فقد هبط سعر النفط الخام الخفيف في سوق نيويورك، تسليم شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بمقدار 8.01 دولارا للبرميل، ليستقر على 78.61 دولارا، وذلك بعد أن كان قد وصل إلى 77.28 دولارا في وقت سابق، وهو أدنى مستوى تسجله أسعار النفط منذ 11 سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

أما سعر نفط خام برنت، تسليم شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فقد سجل هو الآخر انخفاضا بمعدل 8.39 دولارا للبرميل ليصل إلى 74.27 دولار في سوق آيس فيوتشرز بلندن يوم الجمعة.

يُشار إلى أن سعر برميل سلة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، كان قد استقر يوم الثلاثاء الماضي عند سعر 80 دولارا وأربعة سنتات للبرميل الواحد.

سعر قياسي
إن أسعار النفط تعكس ما يجري في سوق الأسهم المالية في الوقت الراهن، فهناك انعدام كامل للثقة وخوف يولِّد المزيد من الخوف
فيل فلين، محلل لشؤون الطاقة في مؤسسة ألارون للتعاملات في شيكاجو

وشهدت أسعار النفط الخام تراجعا حادا خلال الفترة الماضية قياسا بالسعر القياسي الذي كانت قد سجلته في الحادي عشر من شهر يوليو/تموز الماضي وبلغ 147.27 دولارا أمريكيا للبرميل.

وقد تزامن الانخفاض الحاد في أسعار النفط يوم الجمعة مع هبوط قيمة الأسهم في وول ستريت لليوم الثامن على التوالي ومع توقعات بأن يسجل مؤشر داو جونز أكبر تراجع له منذ تأسيسه قبل 112 عاما، إذ كان قد انخفض بمعدل 500 نقطة في تعاملات منتصف اليوم الجمعة.

وقال فيل فلين، وهو محلل لشؤون الطاقة في مؤسسة ألارون للتعاملات في شيكاغو: "إن أسعار النفط تعكس ما يجري في سوق الأسهم المالية في الوقت الراهن، فهناك انعدام كامل للثقة وخوف يولِّد المزيد من الخوف."

تراجع الطلب

كما ساهم التراجع في الطلب على الطاقة في أنحاء العالم المختلفة في دفع أسعار النفط إلى التراجع بشكل حاد. فقد تراجعت يوم الجمعة توقعات الوكالة الدولية للطاقة بشأن الطلب على النفط خلال العام المقبل، معللة ذلك بتفاقم الأوضاع الاقتصادية والتشدد المفروض في مجال الإئتمان في الأسواق العالمية.

ربما تكون هناك حاجة للتدخل لموازنة السوق إذا انخفض السعر نتيجة توقعات بانخفاض الطلب واستمرار زيادة العرض

أودين أجوموجوبيا، وزير النفط النيجيري

فقد خفضت الوكالة، ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، من سقف توقعاتها بشأن النقص الذي سيسجله الطلب العالمي على النفط خلال الفترة المتبقية من العام الحالي إلى 240 ألف برميل يوميا، وإلى 440 ألف برميل في السنة المقبلة.

وتتوقع الوكالة بأن يصل الطلب العالمي الإجمالي على النفط هذا العام إلى 86.5 مليون برميل في اليوم، وذلك مقارنة بـ 87.2 مليون برميل في اليوم خلال العام المقبل.

تبدل قوانين اللعبة

وقال فلين تعليقا على هذا الأمر: "لقد تبدلت قوانين لعبة النفط الأساسية، فخلال العقد المنصرم، ازداد سعر النفط بسبب النمو الكبير في الاقتصاد العالمي. إلا أن القصة قد انتهت على المدى القريب، إذ بات على الجميع أن يعيد حساباته وعملية تقييم الأمور."

يُشار إلى أن مصدرا في أوبك كان قد استبعد يوم الأربعاء الماضي أن تلجأ المنظمة إلى اتخاذ قرار بتخفيض إنتاجها من النفط خلال اجتماعها الدوري المقبل والمقرر عقده في شهر ديسمبر/كانون الأول هذا العام، وذلك في حال انخفاض سعر برميل النفط إلى ما دون مستوى الـ 80 دولارا كما حدث اليوم.

إلا أن المنظمة عادت وأعلنت يوم الخميس الماضي أنها ستعقد اجتماعا طارئا في الثامن عشر من الشهر المقبل لمناقشة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة على أسعار النفط.

تخفيض الإنتاج
متعاملون في بورصات النفط
تزامن الانخفاض الحاد في أسعار النفط يوم الجمعة مع هبوط قيمة الأسهم في وول ستريت لليوم الثامن على التوالي

أما رئيس الشركة الوطنية الليبية للنفط، شكري غانم، فقد دعا الخميس دول أوبك لتخفيض إنتاجها من النفط.

يُذكر أن قرار أوبك في اجتماعها في العاصمة النمساوية فيينا في التاسع والعاشر من الشهر الماضي، والقاضي بتخفيض إنتاجها بـ 520 الف برميل يوميا، كان قد أخفق في إبقاف تدهور أسعار النفط.

وكانت نيجيريا قد قالت أيضا إن منظمة أوبك تحتاج للتدخل لتحقيق التوازن في سوق النفط اذا استمر سعر الخام في الانخفاض.

وقال وزير النفط النيجيري، أودين أجوموجوبيا: "ربما تكون هناك حاجة للتدخل لموازنة السوق إذا انخفض السعر نتيجة توقعات بانخفاض الطلب واستمرار زيادة العرض."

إلا أن الخبراء يرون أن تخفيض إنتاج النفط قد يعطي نتيجة عكسية ويؤدي إلى مزيد من التراجع في أسعاره.

وحول هذا الأمر يقول فلين: "إن العامل الذي يسير السوق الآن هو الخوف من انهيار الطلب على النفط، ناهيك عن غياب الثقة والإئتمان. فإن لم يكن بإمكانك أن تستدين أموالا لشراء النفط الخام، فإن الطلب سينخفض أكثر وأكثر وكذلك الأسعار أيضا."

ليست هناك تعليقات: